أخبار السوشيال ميديا

منح فيسبوك كل من Spotify و Netflix وصول لرسائل المستخدمين الخاصة

ماذا نستنتج من الرواية الأخيرة التي نشرتها مجلة New York Times عن اتفاقيات فيسبوك لمشاركة البيانات؟ تعتمد هذه الرواية على مستندات داخلية توصف شراكات الشركة وتوضح جوانب لم يتم الكشف عنها ضمن شراكات مع شركات مثل آبل، Amazon، مايكروسوفت، Spotify و Netflix. في بعض جوانب هذه الرواية فإن هذه الشركات امتلكت إمكانية الوصول للبيانات لسنوات عدة بعد تاريخ انتهاء الاتفاقيات.

ولنوضح جوانب هذه الرواية سوف نُطلعك على التفاصيل من وجهة نظر الصحفيين Gabriel J.X Dance، Michael LaForgia و Nicholas Confessore:

“تكشف الوثائق والمقابلات مع أكثر من 50 موظف سابق في فيسبوك والشركات الشريكة أن فيسبوك سمح لبعض الشركات بالوصول للبيانات على الرغم من وجوب حمايتها. كما أنها هذه الوثائق تجعلك تطرح بعض التساؤلات إن كان فيسبوك قد عمل بشكل متعارض مع اتفاقية عام 2011 مع هيئة التجارة الفيدرالية التي منعت شبكة التواصل الاجتماعي من مشاركة بيانات المستخدم بدون إذن صريح.

بشكل عام، لقد استفاد من الصفقات المذكورة ضمن المستندات أكثر من 150 شركة معظمها من قطاع التكنولوجيا بما فيها مواقع التسلية والتجارة أونلاين، وأيضاً المؤسسات الإعلانية. تُظهر السجلات أن تطبيقات هذه الشركات بحثت في بيانات مئات ملايين الأشخاص في الشهر. جميع هذه الصفقات والتي أقدمها يعود لعام 2010، كانت ما تزال نشطة في عام 2017 والبعض استمر حتى هذا العام.

سوف نذكر بعض البيانات التي تم مشاركتها مع الشركات دون علم المستخدم:

  • السماح لشركة آبل بالوصول لقائمة المتصلين وإدخالات التقويم لمستخدمي فيسبوك حتى في حال عدم تفعيل مشاركة البيانات وذلك كان جوء من شراكة ما تزال قائمة بين فيسبوك وآبل. أخبرت شركة آبل صحيفة Times أنها لم تكن على علم بامتلاكها ميزة خاصة بالوصول لهذه البيانات حتى في حال عدم مشاركة المستخدم لها.
  • إعطاء شركة Amazon أسماء المستخدمين ومعلومات الاتصال الخاصة بهم ضمن شراكة يتم حالياً إيقافها. لم تُصرح Amazon عن كيفية استخدامها لهذه البيانات ولكنها أكدت أنه تم استخدامها بشكل صحيح.
  • السماح لـ محرك البحث Bing التابع لشركة مايكروسوفت، إمكانية معرفة أسماء المستخدمين ومعلومات البروفايل لأصدقاء المستخدم. تدعي مايكروسوفت أنها قد حذفت البيانات وحسب فيسبوك فإن بيانات المستخدمة التي كانت مسموحة للعامة فقط كانت قابلة للوصول من قبل مايكروسوفت.
  • السماح لـ Spotify، Netflix والبنك الملكي لـ كندا القدرة على قراءة الرسائل الخاصة لمستخدمي فيسبوك.

إمكانيات الوصول التي تحدثت عنها رواية صحيفة Times تقع ضمن ثلاث أنماط لشراكات فيسبوك، النمط الأول ما تُسميه فيسبوك integrations وهي ترمز لتطبيقات حسب الطلب أنتجتها فيسبوك لـ Original Equipment Manufacturer – OEM  مثل BlackBerry ولأنها كانت مدمجة ضمن نظام تشغيل الهاتف، كانت تطلب تبادل بيانات كبير مع OEM. تم إلقاء الضوء على هذا الأمر بشكل كبير هذا العام ولكن باعتقادي أن معظم المستخدمين سوف يفترضون أن بياناتهم الخاصة تم تبادلها مع مصنع الهاتف فقط في هذه الحالة.

النمط الثاني من الشراكات والذي يتمثل بصفقة Bing هو جزء من برنامج تم إجهاضه يُدعى Instant Personalization. تم إطلاق هذه الميزة عام 2010 وتم تضمين كل مستخدم فيسبوك بشكل افتراضي وسمحت هذه الميزة لشركاء فيسبوك بتخصيص خدماتهم باستخدام المعلومات التي جمعتها فيسبوك عنك وكانت مستعدة لمشاركتها. وكمثال يعرض Yelp للزوار أي من أصدقائهم على فيسبوك قد زاروا الموقع.

تم انتقاد هذا البرنامج بشكل كبير عند إطلاقه ليتم إيقافه في عام 2014 ولكن وفقا لصحيفة Times فإن محرك البحث Bing استمر بامتلاك وصول كامل لبيانات المستخدمين خلال عام 2017 بالإضافة لشركتين أُخريين. من جهة فجميع هذه البيانات كانت بيانات عامة مثل أسماء الأصدقاء، مسقط رأسك وأي شيء آخر وُضع عليه كلمة Public، ومن جهة أخرى فإن فشل فيسبوك في إيقاف وصول الشركات للبيانات يُذكرنا بفشل الشركة الذي ظهر بسبب فضيحة خصوصية بيانات Cambridge Analytica: وهي شركة قالت بأنها حذفت بيانات المستخدمين ولكن ظهر أنها استخدمتها في محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016.

النمط الأخير من الشراكات كانت صفقات لمرة واحدة أبرمتها فيسبوك خلال السنوات. وأكثر صفقة مخيفة كانت صفقة أبرمتها فيسبوك مع شركات مثل Spotify، Netflix والبنك الملكي لـ كندا حيث سُمح للشركاء بإمكانية الوصول وكتابة وقراءة رسائل مستخدمي فيسبوك.

يوجد تفاصيل أخرى مُقلقة ضمن رواية صحيفة Times مثل تقارير أن Yahoo و محرك البحث الروسي Yandex امتلكا وصول لبيانات المستخدمين لسنوات بعد أن كان من المفروض أن ذلك قد توقف.

وفي رد على رواية صحيفة Times، اعترفت الشركة أن عليها العمل كثيرا لتستعيد ثقة المستخدم وقامت بتوضيح بعض من فوائد مشاركة البيانات مثل إمكانية تقديم خدمات مخصصة أكثر للمستخدم.

“شركاء فيسبوك لا يقومون بتجاهل إعدادات الخصوصية للمستخدمين ومن الخطأ أن نفترض ذلك” هذا ما قاله Steve Satterfield  مدير قسم الخصوصية والسياسة العامة في فيسبوك ضمن رسالة الكترونية. “على مر السنين قمنا بإنشاء شراكات مع شركات أخرى ليتمكن الناس من استخدام فيسبوك على أجهوة ومنصات لا نقوم نحن بدعمها. وعلى عكس لعبة، خدمة بث موسيقى أو تطبيق طرف ثالث، والتي تقدم تجارب مستقلة عن فيسبوك، فإن هؤلاء الشركاء يستطيعون فقط تقديم ميزات محددة لـ فيسبوك وهم غير قادرون على استخدام المعلومات لأهداف مختلفة.”

قامت فيسبوك بنشر مقالة ضمن مدونتها رداً على هذه الرواية بتفصيل أكبر.

لا تقوم فيسبوك ببيع بياناتك فحسب بل هي تقدمها مجاناً أيضاً وعلى الرغم مما اكتشفناه في هذا المقال إلا أن البيانات تتم مشاركتها منذ سنين ولا يمكن العودة عن هذا الأمر.

هل سوف تتوقف عن استخدام فيسبوك؟ لا أظن ذلك.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى