بيانات حركة المستخدمين من شركتي Facebook وGoogle لمحاربة فيروس كورونا (COVID-19)
كيف نتحرك في مجتمعاتنا -أين نذهب وكم مرة- يؤثر بشكل كبير على انتشار فيروس كورونا وهل هناك أفضل من فيسبوك وجوجل في التحري عن ذلك و تجميع بيانات تنقل وحركة المستخدمين بين المواقع.
في محاولة لمساعدة الباحثين على مكافحة الوباء، تقول الشركتان (فيسبوك وجوجل) إنهما تقدمان البيانات الخاصة بالحركة للمستخدمين (المشتركين بمنصتيهما) والمستندة إلى نظام تحديد المواقع العالمي GPS للاستخدام في مجال الصحة العامة بصيغة مجمعة مجهولة المصدر.
هذه البيانات ضرورية لجهود الباحثين في مجال الصحة العامة لفهم الاتجاهات في حركة السكان والتنبؤ بانتشار المرض، الذي يسببه الفيروس الجديد ويمكن للمسؤولين الحكوميين المحليين استخدام البيانات لاتخاذ قرارات صحيحة بشأن السفر والتباعد الإجتماعي.
البيانات من أجل الخير Data for Good :
تقدم كل من الشركتين معلومات عن الأمكنة التي يذهب إليها الأشخاص، ولكنهما تختلفان في الطريقة التي تنشران بها هذه المعلومات.
يوفر الفيسبوك، من خلال برنامج Data for Good، مجموعات بيانات وخرائط تنقل مباشرة للباحثين عند الطلب. يقوم فيسبوك بإنشاء البيانات في تنسيقات الملفات التي تدعم النماذج الوبائية وبيانات الحالة بحيث يتم تشارك البيانات بطريقة يمكن لباحثي الصحة العامة استخدامها.
تتيح مجموعات بيانات التنقل للباحثين النظر في الحركة بين نقطتين، وفي أنماط الحركة مثل التنقلات، وما إذا كان الناس يتنقلون بالقرب من المنزل أو يزورون أجزاء كثيرة من المدينة. ويعد فيسبوك المصدر الوحيد الذي يقدم بيانات التنقل هذه في شكل آلي مقروء كما أنه عالمي ومجاني.
بدأت هذه المبادرة Data for Good منذ ثلاث سنوات كمبادرة للمساعدة في تتبع عمليات الإجلاء والنزوح بعد الكوارث الطبيعية. وقد توسعت منذ ذلك الحين لمعالجة الأمراض، وآخرها COVID-19. تقوم الشركة بجمع معلوماتها من الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك على هواتفهم المحمولة مع تمكين ميزة تسجيل المواقع. ومن ثم يتم تجميع البيانات لحماية الخصوصية الفردية.
استخدم العلماء بيانات فيسبوك بعدة طرق خلال الأسابيع القليلة الماضية لدراسة الوباء. على سبيل المثال، استخدم العلماء في معهد نمذجة الأمراض في Bellevue في واشنطن بيانات التنقل على فيسبوك لدراسة كيفية تأثير إجراءات التباعد الاجتماعي وطلبات البقاء في المنزل على الحركة بالقرب من سياتل. واستنتجت أن الحد من حركة السكان ساهم بالفعل في الحد من انتقال الفيروس.
كما استخدم الباحثون في إيطاليا بيانات التنقل لتحليل كيفية تأثير أوامر الإغلاق على الظروف الاقتصادية. وكذلك استخدم تقرير من جامعة Tsing Hua الوطنية في تايوان بيانات فيسبوك لإظهار أن القيود المفروضة على السفر خفضت انتشار الفيروس.
يزود فيسبوك أيضا الجزء الأكبر من البيانات لشبكة بيانات التنقل لفيروس كورونا. تستخدم هذه المجموعة التي تم تشكيلها مؤخراً، والتي تتكون من شبكة من علماء الأوبئة، بيانات التنقل لإنشاء تقارير يومية عن حالة الفيروس لمساعدة صانعي القرار الذين يفرضون قرارات التباعد الاجتماعي.
أداة تتبع التنقل من جوجل
أعلنت جوجل في 3 نيسان أنها قد أطلقت أداة تتبع التحرك وأطلقت عليها اسم COVID-19 Community Mobility Reports (تقارير التنقل الجماعي لفيروس كورونا). تعتمد الأداة على الويب ومتاحة للاستخدام العام وتوفر معلومات حول كيفية قيام المجتمعات بتخفيض أو زيادة زياراتها لأنواع معينة من الأماكن.
يمكنك الدخول إلى الموقع ومن ثم اختيار المنطقة سواء دولة أو منطقة و من ثم تقوم الأداة بإنشاء رسوم بيانية على صيغة ملف PDF قابل للتنزيل تعرض النسبة المئوية للتغيير في الزيارات خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى الأماكن في هذه الدولة أو المنطقة مثل محلات البيع بالتجزئة والصيدليات والحدائق وأماكن العمل ومراكز النقل العام.
ويعتقد أنه يمكن لهذه التقارير أن تساعد في تحديد ساعات العمل، أو الإبلاغ عن عروض خدمة التسليم، أو تحديد الحاجة إلى إضافة حافلات أو قطارات إضافية إلى مركز نقل عام معين.
تسحب الشركة البيانات من مستخدمي Google الذين اختاروا الاشتراك بخدمات تتبع الموقع. يتم تجميع المعلومات وإخفاء هويتها، ولا تقدم بيانات حالية أي في الوقت الفعلي في محاولة لحماية الخصوصية.
ما وراء التنقل
تقوم كل الشركتين بإصدار أنواع أخرى من البيانات للباحثين في مجال الفيروسات والجمهور. تقدم مبادرة فيسبوك على سبيل المثال خرائط الكثافة السكانية وكذلك مؤشرات الترابط الاجتماعي. يعتمد هذا الأخير على روابط الصداقة المجمعة والمجهولة الهوية على فيسبوك لقياس الارتباط العام لمنطقتين جغرافيتين.
يمكن أن يساعد هذا النوع من المعلومات في توقع انتشار الفيروس ومكان وضع الموارد. استخدم الباحثون في جامعة نيويورك بيانات الترابط الاجتماعي لإظهار أن المناطق الجغرافية ذات الروابط الاجتماعية القوية بين نقطتين ينتشر بهما الفيروس- في نيويورك وإيطاليا – كانت لديها حالات أعلى من المرض. وكذلك استخدمت منظمة ممولة من البنك الدولي بيانات الكثافة السكانية من فيسبوك للمساعدة في تحديد المكان الذي يجب أن توضع فيه مرافق الاختبار وكذلك الأمكان التي تحتاج أسرة إضافية.
أعلنت شركتا جوجل وآبل الأسبوع الماضي عن جهد طموح لتقديم الدعم التكنولوجي لتتبع الاتصال الرقمي. ستسمح هذه الاستراتيجية للأشخاص الذين لديهم تطبيقات معينة تدعم تقنية Bluetooth بمعرفة ما إذا كانوا بالقرب من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس الجديد.
وقد تم الترويج لتتبع الاتصال الرقمي من قبل المتخصصين في الصحة العامة كاستراتيجية للمساعدة في إعادة فتح الاقتصاد بطريقة آمنة، ولكن تم مناقشة الاعتبارات المتعلقة بالخصوصية والاعتبارات الأخلاقية بشدة.