أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﯾﺣدث اﻟﺗﺿخم اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﺛر ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻧﺧﻔﺎض ﺷراء اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ، وﺗﻛون ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن أﻛﺛر وﺿوﺣﺎً ﻋﻧد ﺷراء اﻟﺳﻠﻊ، واﻟﻣواد اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ، ودﻓﻊ اﻹﯾﺟﺎرات، واﺳﺗﮭﻼك وﻗود اﻟﺳﯾﺎرات، ودﻓﻊ ﺗﻛﺎﻟﯾف وﺳﺎﺋل اﻟﺗدﻓﺋﺔ، وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﺧﺑﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ، ﻧﺟد أن اﻟﺗﺿﺧم أﺻﺑﺢ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗؤرق اﻟﻌﺎﻟم.
ﺗﺧﺗﻠف ﻧﺳب اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺑﻠد ﻵﺧر وﻣن وﻗت ﻵﺧر ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻔﺗرات اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺣدث ﻓﯾﮭﺎ. ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠف أﺳﺑﺎبه وطرق ﻗﯾﺎسه، إذ ﯾﻘﯾسه اﻟﺑﻌض ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻣﺟﻣل اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛون، أو ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌر اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻔردﯾﺔ.
أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم اﻻﻗﺗﺻﺎدي:
● اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻌﺗدل:
وﯾﻌرف أﯾﺿﺎً ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟزاﺣف، وﯾﺷﯾر ھذا اﻟﻣﻔﮭوم إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺑطﻲء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر، وﯾﻌﺗﻘد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﺑﺄن ھذا اﻻرﺗﻔﺎع ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت، ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﮭم ﻟزﯾﺎدة ﻗوﺗﮭم اﻟﺷراﺋﯾﺔ، ظﻧﺎً ﻣﻧﮭم ﺑﺄﻧﮭم ﺳﯾﺗﻐﻠﺑون ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻊ. إﻻ أن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺗوﺳﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
● اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺗﻧﻘل:
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻌﺗدل اﻟزاﺣف، ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺗﻧﻘل ﯾﻌد أﺳرع، وﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﺻورة ﻣﻔرطﺔ. إذ ﯾﻌﺗﺑر ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺿﺎراً ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد، وھو ﻣﺎ ﯾﻘود اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن إﻟﻰ ﺷراء ﻣﺎ ﯾﻔوق ﺣﺎﺟﺗﮭم ﻟﺗﺟﻧب ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً، ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب، وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻌذر اﻟﻣوردﯾن ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ ﻏﺎﻟﺑﺎً.
● اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺳرﯾﻊ:
إن ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻟـ 10٪ أو أﻛﺛر أﻣر ﺿﺎر ﺟداً ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد، وذﻟك ﻷن اﻟﻣﺎل ﯾﻔﻘد ﻗﯾﻣته ﺑﺳرﻋﺔ ﻛﺑﯾرة، ﻛﻣﺎ أن دﺧل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻻ ﯾﻣﻛنه ﺳداد ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ.
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘود اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﻟﻼﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭد ﺗﺿﺧﻣﺎً ﺳرﯾﻌﺎً، وھذا ﻛله ﻣن ﺷﺄنه أن ﯾﺧﻠﺧل ﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎد، وﯾﻔﻘد اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻣﺻداﻗﯾﺗﮭم.
● اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻔرط:
ﯾﺣدث ﻋﻧد ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺷﻛل ﺳرﯾﻊ ﺟداً ﻷﻛﺛر ﻣن 50٪ ﺷﮭرﯾﺎً، وﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﺑﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺎت اﻟﻧﻘود ﻟدﻓﻊ ﺛﻣن اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ أو ﺗﺷﺎرك ﺑﮭﺎ. وﻗد ﺷﮭدت اﻟﻣﺟر ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم، ﺣﯾث ﻛﺎن ﺗﺿﺎﻋف اﻷﺳﻌﺎر ﻓﯾﮭﺎ ﻋﺎم 1945 ﯾﺣدث ﻛل 15 ﺳﺎﻋﺔ، ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻓﻧزوﯾﻼ ﺗﺿﺧﻣﺎً ﻣﻔرطﺎً ﻣﻧذ أواﺋل ﻋﺎم 2010، وﻣﺎ زاﻟت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟته.
● اﻻﻧﻛﻣﺎش أو اﻟرﻛود:
ﯾﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻧﺎﻗص اﻷﺳﻌﺎر، وﯾﻌﺗﺑر إﯾﻘﺎفه أﺻﻌب ﻣن إﯾﻘﺎف اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺷﻛل ﻋﺎم، ﯾﺗﻣﺛل ﺿرره ﺑﻌزوف اﻷﺷﺧﺎص ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺷراء أﻣﻼ ﻣﻧﮭم ﺑﺣدوث اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر.
● ﺳﺣب اﻟطﻠب ودﻓﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ:
ﯾﺣدث ﺗﺿﺧم اﻟطﻠب واﻟﺟذب ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﺳﻌﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﮭﺎ، ﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻋﻧد اﻟطﻠب أﻋﻠﻰ ﺳﻌراً. ﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﺗﺿﺧم دﻓﻊ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺻﺑﺢ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ أو ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت ﻣﻛﻠﻔﺎً، وﻣن أﺳﺑﺎب ﺣدوثه اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻓﻲ اﻷﺟور أو ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣواد.
● ﺗﺿﺧم اﻟرواﺗب:
ﻗد ﯾؤدي ارﺗﻔﺎع اﻷﺟور إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﻣﺟﻣل، وھذا ﯾﺗطﻠب زﯾﺎدة اﻟرواﺗب، اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑدورھﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدل اﻻﺳﺗﮭﻼك. ﯾﺣدث ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧد ارﺗﻔﺎع أﺟور اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺳرﻋﺔ أﻛﺑر ﻣن ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ.
● اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺻﺣوب ﺑﺎﻟرﻛود:
ﯾؤدي رﻛود اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﺳﺗﻣرار اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع إﻟﻰ ﺣدوث ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم. وﻗد ﺣدث ذﻟك ﻓﻲ ﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺧﻠت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋن ﻣﻌﯾﺎر اﻟذھب، إذ ﻟم ﺗﻌد ﻗﯾﻣﺔ اﻟدوﻻر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟذھب، ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗراﺟﻌﮭﺎ، ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻟذھب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر.
● ﺗﺿﺧم اﻷﺻول:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﺻول اﻹﺳﻛﺎن واﻟﻧﻔط واﻟذھب، وﯾؤدي ﺗﺿﺧم أﺳﻌﺎرھﺎ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر، وﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻣﺣدود. إذا إن ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎرھﺎ ﻻ ﯾؤدي ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ.
ﯾﻘﺎس اﻟﺗﺿﺧم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻘﯾﺎس ﻣؤﺷر أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﮭﻠك، وﻣؤﺷر ﻧﻔﻘﺎت اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﺷﺧﺻﻲ، وھو ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ﻣﻔﮭوم اﻻﻧﻛﻣﺎش اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻋﺎم ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺧﻔض ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ أﻗل ﻣن 0٪.